ــ الطائر الهمام
هو ـ بحق ـ كائن جميل يكمّل بهاء مشهد الرّبيع ، ، إنّه يفد في ريعان هذا الفصل البديع كأنّه مشغفوف بجمال الطبيعة .. يتبع موكبها حيثما ارتحلت .. يقبل من بعيد مجتازا المسافات الطويلة ، عبر مراحل ارتحال كثيرة .. لاشكّ أنّه يلاقي فيها الكثير من الأتعاب ..بل يقال : إنّ العديد من أفراده ينفق ويموت في خلال هذه الرّحلة ... لأنت بحقّ أعظم عشّاق الجمال أيّها اللّقلق الهمام..!! .
تأسرني بهجة غامرة حينما أراك للمرّة الأولى ، وأنت تحلّق في سماء الرّبيع اللازرديّة الصّافية الفسيحة .. أو تقف وقفتك القورة علىشجرة الصّفصاف محدّقا في وجه الشّمس المتلألئ البهيّ .. ولوع أنت بالقمم والأعالي ..يا لمّة الله الّتي جعلتك تعيش بين ربيع الأرض وربيع السّماء..!! .
كنت أُعلم أمّي دائما بحلولك ضيفا طيّبا على مروجنا ، فتخبرني بأنّ مجيئك مبئ بقدوم الدّفء وميلاد الأزاهير وازدهار الخضرة وانطلاق العصافير .. لكنّ كرّات العوصف والثّلوج والرّياح تباغتك أحيانا ..لكم آسى لحالك وأنت وحيد في ذلك العلوّ المكشوف من جميع الجهات ..معرّضا لكرّات البرد المباغتة ..ولكم أعجب لقوّة تحمّلك وصبرك وصمودك ..أطلّ عليك من نافذتي وأنت في لحظات المصاب ..فنختلط في كياني مشاعر التألّم والحسرة والحزن لحالك بمشاعر الاعتزاز والتقدير والإعجاب ..تذكّرني طمأنينتك وثباتك ـ وأنت في مهبّ الرّيحبذلك الكاتب اللبناني الشّغوف بالطبيعة ، والذي قال بأنّه كان يترقّب هبوب العواصف الهوجاء فيخرج لملاقاتها فرحاكمن هو على ميعاد لملاقاة حبيب ! .
ألعلّك مثله ترى في العواصف وجها للجمال نضيّع نح عموم البشر فرصة النّظر إليه بتواريا خلفجدران بيوتا بسبب خوفنا المتوارث ..إّ الكثير من تصرّفاتنا تضيّع عليا نفائس لا تقدّر بثم .. ألا تراا نحتفل بقدوم الرّبيع بإعداد أكلات شعبية ، ونغفل أن نتعلّم منك دروسا قيّمة لا يرتاد مجلسها منّا أحد !!.
فمن منّا يقف قريبا منك ليراك وأنت تقف في خشوع تتأمّل الشمس المشرقة ، أو تتابعها بنظرك وهي تزحف نحو المغيب ملوّنة الشّفق بحمرة آسرة ؟! ، ومن منّا رآك تكدح هارك كلّه ملتقطا بمنقارك الصّلب مختلف أنواع الأعشاب لتبني عشّك الرّحيب على قمم الشجر والصروح والأعمدةالكهربائية؟!.
وم منّا استمع إلى صوت منقارك وهو يوقّع تسبيحه المتلاحق ؟! ، لكأّ صوتك ذاك ترتيل صلاة تبثّها في المدى ، وأنت تستشعر عظمة بديع السّموات والأرض ، وروعة تكوينه لهذاالفضاء الجميل !!.
فما أعظمك .. ما أعظمك أيّها اللقلق الوقور ، وأنت تقف في عشّك سابحا بنظرك في أطراف الفضاء المديد..مترفّعا عن طيور الدّوريّ الّتي تضجّ بها جنبات عشّك ..غير مبال بتصارعها فيما بيها واقتتالها لأجل أن تجد لها مأوى جاهزا في عشّ شقيت في بنائه السّاعات والأيام الطوال .. إنّك تعلّم الجميع السّلوك خلق البذل والعطاء والتّسامح في غير مّ أو تفضّل ! .
إّك والله معلّم لامثيل له في دنيا النّاس ..فما أجلّك وأنت تتكبّد مشاقّ الرّحلة السّنويّة لأجل أن تذكّرنا بقيم راحت تتلاشى من دنيانا ..وما أجلّك في حلّك وترحالك .. ومأ أشقانا وحن في صَمَم عن سماع طقطقة مقارك المؤذنة بقدومك في الرّبيع علينا.. وماأشقانا ونحن لاهون عن الإصغاء إلى اصطفاق جناحيك المؤذن برحيلك عنّا في خريفنا الحزين !! .
هو ـ بحق ـ كائن جميل يكمّل بهاء مشهد الرّبيع ، ، إنّه يفد في ريعان هذا الفصل البديع كأنّه مشغفوف بجمال الطبيعة .. يتبع موكبها حيثما ارتحلت .. يقبل من بعيد مجتازا المسافات الطويلة ، عبر مراحل ارتحال كثيرة .. لاشكّ أنّه يلاقي فيها الكثير من الأتعاب ..بل يقال : إنّ العديد من أفراده ينفق ويموت في خلال هذه الرّحلة ... لأنت بحقّ أعظم عشّاق الجمال أيّها اللّقلق الهمام..!! .
تأسرني بهجة غامرة حينما أراك للمرّة الأولى ، وأنت تحلّق في سماء الرّبيع اللازرديّة الصّافية الفسيحة .. أو تقف وقفتك القورة علىشجرة الصّفصاف محدّقا في وجه الشّمس المتلألئ البهيّ .. ولوع أنت بالقمم والأعالي ..يا لمّة الله الّتي جعلتك تعيش بين ربيع الأرض وربيع السّماء..!! .
كنت أُعلم أمّي دائما بحلولك ضيفا طيّبا على مروجنا ، فتخبرني بأنّ مجيئك مبئ بقدوم الدّفء وميلاد الأزاهير وازدهار الخضرة وانطلاق العصافير .. لكنّ كرّات العوصف والثّلوج والرّياح تباغتك أحيانا ..لكم آسى لحالك وأنت وحيد في ذلك العلوّ المكشوف من جميع الجهات ..معرّضا لكرّات البرد المباغتة ..ولكم أعجب لقوّة تحمّلك وصبرك وصمودك ..أطلّ عليك من نافذتي وأنت في لحظات المصاب ..فنختلط في كياني مشاعر التألّم والحسرة والحزن لحالك بمشاعر الاعتزاز والتقدير والإعجاب ..تذكّرني طمأنينتك وثباتك ـ وأنت في مهبّ الرّيحبذلك الكاتب اللبناني الشّغوف بالطبيعة ، والذي قال بأنّه كان يترقّب هبوب العواصف الهوجاء فيخرج لملاقاتها فرحاكمن هو على ميعاد لملاقاة حبيب ! .
ألعلّك مثله ترى في العواصف وجها للجمال نضيّع نح عموم البشر فرصة النّظر إليه بتواريا خلفجدران بيوتا بسبب خوفنا المتوارث ..إّ الكثير من تصرّفاتنا تضيّع عليا نفائس لا تقدّر بثم .. ألا تراا نحتفل بقدوم الرّبيع بإعداد أكلات شعبية ، ونغفل أن نتعلّم منك دروسا قيّمة لا يرتاد مجلسها منّا أحد !!.
فمن منّا يقف قريبا منك ليراك وأنت تقف في خشوع تتأمّل الشمس المشرقة ، أو تتابعها بنظرك وهي تزحف نحو المغيب ملوّنة الشّفق بحمرة آسرة ؟! ، ومن منّا رآك تكدح هارك كلّه ملتقطا بمنقارك الصّلب مختلف أنواع الأعشاب لتبني عشّك الرّحيب على قمم الشجر والصروح والأعمدةالكهربائية؟!.
وم منّا استمع إلى صوت منقارك وهو يوقّع تسبيحه المتلاحق ؟! ، لكأّ صوتك ذاك ترتيل صلاة تبثّها في المدى ، وأنت تستشعر عظمة بديع السّموات والأرض ، وروعة تكوينه لهذاالفضاء الجميل !!.
فما أعظمك .. ما أعظمك أيّها اللقلق الوقور ، وأنت تقف في عشّك سابحا بنظرك في أطراف الفضاء المديد..مترفّعا عن طيور الدّوريّ الّتي تضجّ بها جنبات عشّك ..غير مبال بتصارعها فيما بيها واقتتالها لأجل أن تجد لها مأوى جاهزا في عشّ شقيت في بنائه السّاعات والأيام الطوال .. إنّك تعلّم الجميع السّلوك خلق البذل والعطاء والتّسامح في غير مّ أو تفضّل ! .
إّك والله معلّم لامثيل له في دنيا النّاس ..فما أجلّك وأنت تتكبّد مشاقّ الرّحلة السّنويّة لأجل أن تذكّرنا بقيم راحت تتلاشى من دنيانا ..وما أجلّك في حلّك وترحالك .. ومأ أشقانا وحن في صَمَم عن سماع طقطقة مقارك المؤذنة بقدومك في الرّبيع علينا.. وماأشقانا ونحن لاهون عن الإصغاء إلى اصطفاق جناحيك المؤذن برحيلك عنّا في خريفنا الحزين !! .