كوكبنا إلى أين يتجه؟
هل كوكب الأرض يسير ويسيّر بمنطق سليم؟
نلاحظ اليوم أن كوكبنا أو بالأحرى سكانه صار يغلب عليهم منطق القوة والعنف ولغة التغيير بالفوضى والحرب ولم نرى أصواتا تتعالى هنا أو هناك تناشد السلام وروح التعايش وتقبل الآخر، وكأننا لا زلنا في العصور الغابرة لا ترى إلا لغة السلاح وإبراز العضلات رغم ما وصلت إليه البشرية من تطور وارتقاء لكنه يبقى تطورا تقنيا فقط لا تطورا عقليا إذ لو كان تطورا في المفاهيم والذهنيات لغلبت لغة الحوار ولتم فرض منطق السلم والتعايش وتم تجميع القوى العالمية وتسخير الطاقات المتوفرة والجهد المبذول والإمكانات الضخمة لإزالة العقبات الموجودة أمام روح التعايش السلمي والسعي للقضاء على مشاكل البشر بدل زيادة تعقيدها.
السؤال المطروح بإلحاح لماذا تسيطر روح الهدم والتخريب على روح البناء والتشييد وتنمو روح التنافر والتناكر والتناحر بدل روح التعارف والتعايش والسلام؟
سؤال آخر لماذا لا يعمد سكان كوكب الأرض إلى تقاسم ثرواتها بالعدل بدل التقاتل من أجلها؟
إذن فكوكب الأرض يسير نحو مزيد من الحروب مزيد من إراقة الدماء مزيد من الدمار وهذا المنطق لا يخدم جميع سكانه بل يزيد مشاكله تعقيدا.
هل يا ترى يأتي يوم يسود فيه السلام كوكب الأرض؟، لن يأتي هذا اليوم إلا إذا وصل إلى القيادة على مستوى الدول والحكومات أناس يؤمنون بأن السلم أجدى وأنفع من الحرب وأن السلم يؤتى أكله للجميع وأن الحرب يؤتى دماره وخرابه للجميع.
إن البشرية اليوم في حاجة لتعايش سلمي يسمح بوصول الأفضل للقيادة ويسمح بتبادل الخبرات والثقافات وتوزيع ثروات الأرض توزيعا عادلا يمس الجميع حسب احتياجاتهم، تعايشا يسمح بتنوع الجنس البشري ويحفظ سلامته المادية والجسدية والفكرية، وحينها تكون الحرية المنشودة التي نلهث وراءها بالسلاح رغم أنه من الممكن تحقيقها بالسلم، حرية تحفظ حقوق وكرامة وخصوصية كل جنس وصنف بشري، فإذا كان ما نريده يمكن إتيانه سلميا وبالحوار فحينها تكون القوة والحرب منطقا أعوجا.
أبو مازن الجزائري