صراخ الدمع
يقولون ليلى بالعراق تقول..ألا يا لقومي قد أُهنت فصولواأيُطعن عرض المسلمات ويُرتضى..لهنّ هوان والهوان قتول
لقد كان عرضي في الزّمان مكلّلا..وراية عزّ قد حماها الفحول
تذود النّفوس عن حماه وتنبري..سيوف الأباة والخميس حؤول
وتهراق في ساح النّزال وتغتلي..دماء الكرام فالمصاب مهول
تسهّدت من همّ ألمّ وكربة..تُشيب الّليالي والجبال تزول
لقد كنت في ربع العراق مصونة..تهيم بحبّي نخلة وفصول
تَدلَّى إليّ بالعراجين نخلة..وتنفحني بالعطر منها الفصول
ودجلة يطري في الأصيل مسامعي..بعزفه والملاّح فيه يجول
لكم كان صفو العيش حلوا بخاطري..تولّى سريعا والزّمان عجول
ألا يا زمانا بات يسكن خاطري..ألا هل تُرجّى؟هل إليك وصول؟
لياليَ بعد الحبس حبس وإنّها..طوال وليل الحائرات طويل
ترجّيت قومي مذ دهتني مصيبتي..وقد حال لوني واعتراني ذبول
فما نلت إلاّ رجع صوتيَ والصّدى..لمن أفردته الهموم فيه ذهول
وبالمقدس المحزون ديست كرامة..تقاسمني فيه الهوان البتول
سباني وإياها الهوان فمن لنا..وراعي حمانا قد سبته الشّمول؟
ألا يا لقومي هل يُرجّى لكم غد..فيورق مجد قد عراه الذّبول؟
ألهو ،وعرض قد تدنّس،والحمى..يُباح جهارا أسلمته فلول؟
عبيد وأجناد وحاشية تُرى..كأنّها من فرط الهوان عجول
ملوك إذا حلّت بقصرهم العدا..من الخوف تقعي في العروش تبول
يهود وروم تنكأ اليوم جرحنا..ولم يُشف منّا ما جناه المغول
ألا يا زمانا قد تخاذل عربه..عدمت فإنّ العيش فيك ملول
نذير الفنا عرض يُداس نكاية..ألا يا لقومي قد تجلّى الرّسول
هي العزّة العصماء دار شهامة..وليست ربوعا فيها تّبكى الطّلول[/justify]