ــ سفر نحو الفجر ــ
أقيموا بني أمّي فإنّيَ راحـــــــــل ** إلى واحتي الثّكلى دعتني عنادل
وماست غصون البان تفرح بالّلقا ** ونثّت عبير الوصل شوقا أصائل
ولاحت نجوم الّليل تحفل ، والمدى ** ككفّ الهوى الخفّاق لاحت تواصل
أرى الدّهر قد وافى بنازلة العدا ** وبيداءكم هبّت عليها جحافل
وقد صمّت الآذان وانسدّ بابها ** ودوّت بهول الوقع صبحا جلاجل
ولي دونكم في الخافقين منادح ** وفي البعد لي سلوى ، وفيه نوائل
ستصفو به الأيام ، تزكو وفودها ** وتحلو كقطر الصّيف بالبرد هاطل
وأغفو ، وفي قلبي المولّه بسمة ** كسيف الوغى المستلّ لاح ينازل
يشقّ عباب الأفق حلمي مسافرا ** كشدو به الحسّون سكران رافل
أطير مع الأنسام في كلّ نفحة ** شفيفا كهمس العطر في الرّوض جائل
أمدّ شراع الرّوح يهفو إلى العلا ** وصدر المدى الممتدّ بالشّوق حافل
أنا ما رضيت النّأي عن طيب خاطر** أنا في بني الأعراب نخل يطاول
شدوت مزامير الهيام مرتّلا ** وحين استوى الإنشاد صيدت بلابل
بذلت الهوى الفوّاح في الواح والرّبى** فعاثت به الذّؤبان فالواح ذابل
وكلّلت هام التّلّ بالمجد والمنى ** وقد أتلف الإكليل ليلا قبائل
وناشت سهام الحقد صدري بواحة ** أنخت بها أرتاد رسما أسائل
فكيف البقا والرّبع أضحى مخافة ** وقد خانت الميثاق (بكر)و(وائل)؟!
أنا يا بني الأعراب قلب دماؤه ** جرت بالوداد الثّرّ فالشّوق سائل
حدوت لروع الرّبع همسا تمايلت ** لوقعه كالخود الملاح خمائل
علام الصّفاء المحض عفتم نميره ** وآثرتم الأكدار فالورد حائل
إلام سعار الحقد نار تأجّجت ** وكانت لنا النّيران همسا يغازل
تلوح بومض الحبّ في السّهل والرّبى** فتهفو قلوب الرّكب ، تزهو منازل
ينيخ الهوى الخفّاق بين ضلوعنا ** كنفح الشّذا الذّفّار في الواح باذل
ويجثو لنا الإصباح ، يسمو مطيّة ** فنعلو ذُرى الإمساء والّليل ذاهل
ونسري ونجم الشّرق يرعى دروبنا ** ومعراجنا بالقدس أفق مماثل
وكانت لنا بالنّيل فلك تقلّنا ** نخوض عباب اليمّ ، واليمّ هائل
وفي (دجلة) الخيرات ترسو مراكب ** فأين مراسي الحبّ؟ أين السّواحل؟
وأين..؟ وأين الظّلّ تحت نخيلنا؟ ** أطاحت بهام النّخل ليلا معاول !
ذئاب الفلا ترتاد دوما خيامنا ** فمن ذا يذود الشّرّ ، فالخطب ماثل؟
أنا اليوم لا ألوي على غير سفرة ** رديفي بها لحن تلته عنادل
فطول مقام المرء في الذّلّ مخلق ** لمجد بكفّ العزّ شادت أوائل
أذعت بجوف الّليل عزمي على السّرى** وإنّي لوصل الأفق ساع وآمل
هناك بأرض النّور شوقي وغايتي ** فإن لاح نور الفجر إنّيَ نازل !! .
أقيموا بني أمّي فإنّيَ راحـــــــــل ** إلى واحتي الثّكلى دعتني عنادل
وماست غصون البان تفرح بالّلقا ** ونثّت عبير الوصل شوقا أصائل
ولاحت نجوم الّليل تحفل ، والمدى ** ككفّ الهوى الخفّاق لاحت تواصل
أرى الدّهر قد وافى بنازلة العدا ** وبيداءكم هبّت عليها جحافل
وقد صمّت الآذان وانسدّ بابها ** ودوّت بهول الوقع صبحا جلاجل
ولي دونكم في الخافقين منادح ** وفي البعد لي سلوى ، وفيه نوائل
ستصفو به الأيام ، تزكو وفودها ** وتحلو كقطر الصّيف بالبرد هاطل
وأغفو ، وفي قلبي المولّه بسمة ** كسيف الوغى المستلّ لاح ينازل
يشقّ عباب الأفق حلمي مسافرا ** كشدو به الحسّون سكران رافل
أطير مع الأنسام في كلّ نفحة ** شفيفا كهمس العطر في الرّوض جائل
أمدّ شراع الرّوح يهفو إلى العلا ** وصدر المدى الممتدّ بالشّوق حافل
أنا ما رضيت النّأي عن طيب خاطر** أنا في بني الأعراب نخل يطاول
شدوت مزامير الهيام مرتّلا ** وحين استوى الإنشاد صيدت بلابل
بذلت الهوى الفوّاح في الواح والرّبى** فعاثت به الذّؤبان فالواح ذابل
وكلّلت هام التّلّ بالمجد والمنى ** وقد أتلف الإكليل ليلا قبائل
وناشت سهام الحقد صدري بواحة ** أنخت بها أرتاد رسما أسائل
فكيف البقا والرّبع أضحى مخافة ** وقد خانت الميثاق (بكر)و(وائل)؟!
أنا يا بني الأعراب قلب دماؤه ** جرت بالوداد الثّرّ فالشّوق سائل
حدوت لروع الرّبع همسا تمايلت ** لوقعه كالخود الملاح خمائل
علام الصّفاء المحض عفتم نميره ** وآثرتم الأكدار فالورد حائل
إلام سعار الحقد نار تأجّجت ** وكانت لنا النّيران همسا يغازل
تلوح بومض الحبّ في السّهل والرّبى** فتهفو قلوب الرّكب ، تزهو منازل
ينيخ الهوى الخفّاق بين ضلوعنا ** كنفح الشّذا الذّفّار في الواح باذل
ويجثو لنا الإصباح ، يسمو مطيّة ** فنعلو ذُرى الإمساء والّليل ذاهل
ونسري ونجم الشّرق يرعى دروبنا ** ومعراجنا بالقدس أفق مماثل
وكانت لنا بالنّيل فلك تقلّنا ** نخوض عباب اليمّ ، واليمّ هائل
وفي (دجلة) الخيرات ترسو مراكب ** فأين مراسي الحبّ؟ أين السّواحل؟
وأين..؟ وأين الظّلّ تحت نخيلنا؟ ** أطاحت بهام النّخل ليلا معاول !
ذئاب الفلا ترتاد دوما خيامنا ** فمن ذا يذود الشّرّ ، فالخطب ماثل؟
أنا اليوم لا ألوي على غير سفرة ** رديفي بها لحن تلته عنادل
فطول مقام المرء في الذّلّ مخلق ** لمجد بكفّ العزّ شادت أوائل
أذعت بجوف الّليل عزمي على السّرى** وإنّي لوصل الأفق ساع وآمل
هناك بأرض النّور شوقي وغايتي ** فإن لاح نور الفجر إنّيَ نازل !! .