ـ ورقة التين المغرورة ـ
ـ كانت ورقة التين ترفل في خصرتها الجذّابة ، وتنعُم بنفح النّسيم الّذي يغمرها من كلّ الجهات ، وتستمتع بإشراقة الشّمس البهيّة ،، كانت تشعر بالارتياح والأمان لأنّ غصنها يصمّها إليه ، فتهتزّ في كفّه مسرورة نشوانة مطمئنّة ،، كانت ترسل حفيفها الرّقيق الذي تستسيغه العصافير الشادية فترسل شدوها الساحر ، ويشكّل الحفيف والشدو نغما ينصهر في حنايا النّفس وينعشها ،، وينهمر البهاء والهناء في النّواحي انهمارا .. .
ـ كانت الرّيح تمرّ بالمكان أحيانا تائهة في عنفانها ، مزهوّة بانطلاقها ، متشامخة بكبريائها ،، وإنّ في هيئتها ما يغري ويثير الفضول و الإغراء ، وقد اُستثير شيء من ذلك في نفس الورقة المغرورة ، وازداد أمر الاستثارة رسوخا فيها مع مرّ الأيام والهبوب .
ـ وذات أصيل ارتجت الورقة المغرورة من الرّيح العاصفة أن تفكّ قيدها وتأخذها معها لتجوب الدّنا و الفضاءات الفساح، وتغنم من فسحة الحياة ما أمكنها أن تغنم .
ــ هزهزتها الريح شيئا فشيئا حتّ انقشعت عن غصنها الأسيف ، وحملتها على أجنحة عربدتها ، وراحت تقذف بها في فراغ الفضاء ، مائلة بها يمنة ويسرة ، صاعدة بها هابطة ، هائمة بها على غير هدى بين الفجاج والوهاد والحزون والنّجود .
ـ ارتاعت الورقة المسكينة ، وراحت ترتجي من الرّياح رفقا ، وتستدرّ منها رحمة ولطفا ، غير أنّ الرياح لم تعرها سمعها ، فقد كانت سادرة في هبوبها ، متمادية في ولولتها ، مندفعة في عصفها ، والورقة المسكينة تتخبّط في مجاريها ، مضطربة فزعة ، حتّى أنّ لونها ـ لهول ما أصابها ـ بدأ يشحُب للتوّ ، وراحت نضارتها تبلى لفورها، وأحسّت بندمها على ما خاطرت به،، .
ـ حينها تذكّرت الورقة المغرورة أيامها الخوالي وهي عالقة بغصنها الطّريّ ، عازفة لحن الحفيف العذب مع أخواتها ، فتلق الاستحسان والوداد من العصافير الّتي تنزل عليها صيفا ظريفا لطيفا مؤنسا .
ـ استبدّ الشّوق والحنين بالورقة ، فزادها ذلك الاستبداد اصفرارا ، وذهب معظم ما تبقّى من روائها ونضارتها ، وكان من زهد الرّياح فيها أن رمت بها أرضا ، وانطلقت سادرة في طريق عصفها الأهوج وهي تجرجر الورقة السّقيمة خلفها ، حتّى ارتطمت هذه الأخيرة بجذع تينة قويّة واقفة في وجه الرياح العاتية ، وممسكة بأغصانها وأوراقها من أن يطيح بها هذا العصف الكاسح الأهوج .
ـ كانت الورقة المغرورة في هذه الأثناء تتقلّب على جنباتها محدثة خشخشة تخدش السمع ،، ثمّ تدحرجت شيئا فشيئا حتّى استندت إلى جذع التّينة القويّ ، ورفعت رأسها باتّجاه الأوراق الخضراء الجميلة ، وقالت وهي تسرّح النّظر في المدى الفسيح : (إنّ الحياة نغمة جميلة ، وإنّ الّذي يسلم نايه للرّيح لن يسمع إلاّ عويلها القبيح ).
ـ كانت ورقة التين ترفل في خصرتها الجذّابة ، وتنعُم بنفح النّسيم الّذي يغمرها من كلّ الجهات ، وتستمتع بإشراقة الشّمس البهيّة ،، كانت تشعر بالارتياح والأمان لأنّ غصنها يصمّها إليه ، فتهتزّ في كفّه مسرورة نشوانة مطمئنّة ،، كانت ترسل حفيفها الرّقيق الذي تستسيغه العصافير الشادية فترسل شدوها الساحر ، ويشكّل الحفيف والشدو نغما ينصهر في حنايا النّفس وينعشها ،، وينهمر البهاء والهناء في النّواحي انهمارا .. .
ـ كانت الرّيح تمرّ بالمكان أحيانا تائهة في عنفانها ، مزهوّة بانطلاقها ، متشامخة بكبريائها ،، وإنّ في هيئتها ما يغري ويثير الفضول و الإغراء ، وقد اُستثير شيء من ذلك في نفس الورقة المغرورة ، وازداد أمر الاستثارة رسوخا فيها مع مرّ الأيام والهبوب .
ـ وذات أصيل ارتجت الورقة المغرورة من الرّيح العاصفة أن تفكّ قيدها وتأخذها معها لتجوب الدّنا و الفضاءات الفساح، وتغنم من فسحة الحياة ما أمكنها أن تغنم .
ــ هزهزتها الريح شيئا فشيئا حتّ انقشعت عن غصنها الأسيف ، وحملتها على أجنحة عربدتها ، وراحت تقذف بها في فراغ الفضاء ، مائلة بها يمنة ويسرة ، صاعدة بها هابطة ، هائمة بها على غير هدى بين الفجاج والوهاد والحزون والنّجود .
ـ ارتاعت الورقة المسكينة ، وراحت ترتجي من الرّياح رفقا ، وتستدرّ منها رحمة ولطفا ، غير أنّ الرياح لم تعرها سمعها ، فقد كانت سادرة في هبوبها ، متمادية في ولولتها ، مندفعة في عصفها ، والورقة المسكينة تتخبّط في مجاريها ، مضطربة فزعة ، حتّى أنّ لونها ـ لهول ما أصابها ـ بدأ يشحُب للتوّ ، وراحت نضارتها تبلى لفورها، وأحسّت بندمها على ما خاطرت به،، .
ـ حينها تذكّرت الورقة المغرورة أيامها الخوالي وهي عالقة بغصنها الطّريّ ، عازفة لحن الحفيف العذب مع أخواتها ، فتلق الاستحسان والوداد من العصافير الّتي تنزل عليها صيفا ظريفا لطيفا مؤنسا .
ـ استبدّ الشّوق والحنين بالورقة ، فزادها ذلك الاستبداد اصفرارا ، وذهب معظم ما تبقّى من روائها ونضارتها ، وكان من زهد الرّياح فيها أن رمت بها أرضا ، وانطلقت سادرة في طريق عصفها الأهوج وهي تجرجر الورقة السّقيمة خلفها ، حتّى ارتطمت هذه الأخيرة بجذع تينة قويّة واقفة في وجه الرياح العاتية ، وممسكة بأغصانها وأوراقها من أن يطيح بها هذا العصف الكاسح الأهوج .
ـ كانت الورقة المغرورة في هذه الأثناء تتقلّب على جنباتها محدثة خشخشة تخدش السمع ،، ثمّ تدحرجت شيئا فشيئا حتّى استندت إلى جذع التّينة القويّ ، ورفعت رأسها باتّجاه الأوراق الخضراء الجميلة ، وقالت وهي تسرّح النّظر في المدى الفسيح : (إنّ الحياة نغمة جميلة ، وإنّ الّذي يسلم نايه للرّيح لن يسمع إلاّ عويلها القبيح ).