حين أكون فرحا ، يبدو ذلك علي ّ جليا ، فقد تفضحني الابتسامة التي تعلو محياي ، فيتسابق أطفالي في عرض طلباتهم فذاك الوقت المناسب لقضاء حوائجهم .. فالأمر لا يحدث إلا نادرا..
غربتي تزداد أكثر وأنا أتنقل في الشارع ،أحسني من مدينة أخرى ،من وطن أخر بل من كوكب أخر ..تبدو الوجوه كالتي أعرف وحتى الكلمات التي تقض مسمعي و التي ظلت تضايقني في كل ممر وعند كل منعطف ، ليضيق المكان ويفسح المجال أمام للهم والملل فأزداد تغريبا أكثر ونفورا أشد .. ولا أجد لي ملجأ ، وهذا الركام لا يفتر ينتشر يحاصر الابتسامة فيدمغها لتختفي وتموت بين الثنايا ..
أمسح غبار الأمس وأمضي .. اليوم جديد ، بدت شمسه واضحة بتقاسيم الأمس لكن أشعتها اليوم ذهبية فقد تتمكن من دحر هذا الضباب الذي سال وديانا جرفت عن جبيني آثار العزة ومحت من قلبي أحاسيس الحب والعطاء ..
أنا مسرور حد الغبطة فلقد دفنت الهم والحلم الكاذب وأنا الآن أمسك زمام أمري سأبتلع كل اللسعات الماضية ...أنسى ..وأنطلق أحمل شمسي في راحتي .. لن يغلبني الضباب ثانية ، وسأزرعها ضحكة تورق أنوارا أقطفها وأطفالي .. عند ذلك لن أتحرّج من طلبات أولادي ، وتتشابه أيامي لتصير الابتسامة شيمتي عند الغبطة كما في زمن الانكماش..
هيهات أن يعلن العرس ! ووجهك ككل هذه الوجوه لا يريد أن يغادر ..لما قدمت وجدتها تعد ولا تفي وحين هجرتها بقيت تعد ولا تفي ، وهي الآن تعد كذلك ولن تفي .. تعتلي الهامات فتسكن أعالي الركام وتتحين الفرصة لتنقض على الغض النضير كما على اليابس المنكسر ، لا يهم فالضحية لم تغير جلدها والصيد نفسه ذلك الأحمق الذي ظل يحلم بغد يأتي ويمتطي جواد الأمل ويسافر إلى بيته وقد ثبت ركائزه كما يشتهي ، يبتسم إذا أراد أو شاء يغني.. فالملك له .. والكون له..
عاد الغريب واستقر بين ناسه وأهله وقد عان الأمرين ؛ الغربة والخنين .. وهو الآن يحفر عن خيوط ما زالت رائحتها الطيبة تنبه وجوده وتثير حبه للربوة التي طارد فيها ذات يوم معك العصافير ونصبتما لها شراككما ..يسابق الزمن يراوغ التعب ويعتلي عرش السرور ويعود في المساء فرحا وما مسك عصفورا واحدا ..
لما رأيتك تخرج من منزلك هذا الصباح ببدلتك السوداء ذات الخيوط البيضاء الرفيعة ، أدركت أنك ستجدد عهدك القديم وأنك ستنغرس لبضعة أيام في لعبتك المفضلة ؛ لعبة الوعود الكاذبة .. في هذه الأيام ينهمك الكل في لعبة شد الحبل لكن بقواعد مختلفة ليس الفريق الفائز هو القوي الذي يتمكن من جر الأخر بل الفائز من يتمكن من ارتقاء سلم الزيف أسرع ومن يوهم الغير بأنه القادر على أن يفقص البيض على حلي وأساور وعمارات وسيارات ..و ..ومتاهات يغرب فيها الأصيل ابن تلك البيضة الواضح لونها .. لتخلد بعد ذلك بعيدا عن الأعين تمارس هويتك المفضلة جمع الآهات التي تحولها أنت إلى سعادة خاصة ومتعة ذاتية ..
عندما رأيت صورتك الكبيرة تحتل جدار العمارة وأنت ترتدي بدلتك السوداء ذات الخيوط البيضاء الرفيعة ، وتضع يدك على صدرك وتنظر بأعين ذابلة ، غصت داخل الطفل الذي قدم ذات خميس ، في ذلك اليوم مسكت الكلاب الثعلب سارق الدجاج فكانت فرحتنا نحن الأطفال ونحن نعاين عن قرب ذلك المخلوق الصغير الذي طال ما تعدى على الحقوق وافترس الدجاجات المسالمة ، وفرحة أبي وأنت تضاف إلى تعداد أطفاله وفرحة أمي التي صار لها ذكران .. وفرحة العائلة بوليمة العقيقة .. وبقدومك ..
كان علي أن أتمعن في الحادثين ..و أحذر أن يكون مصيري ذات يوم أنت من تقرره لم أكن أعلم أنني أعتلي جبلا يستقر على أساس من جليد تلهيني اللذة والأمل وما فقت من نشوتي إلا بعد ذوبان الجليد .. صدقتك لما اعتقدت أنك ابن أمي وأن الرحم لا تخدع ..وسلمتك أمري .. وأمر أطفال لم يكن لهم بعد أن أعليتك هامتي أن يعرضوا طلباتهم إلا خلسة وفي غفلة منك لما تخلد لنداء الوجود وتنثني عن لعبتك – خدمة الشعب – في أيام المرض..
لقد أصبحت أتمنى موتك حتى يتمكن أطفالي من عرض طلباتهم في كل الأوقات ..
غربتي تزداد أكثر وأنا أتنقل في الشارع ،أحسني من مدينة أخرى ،من وطن أخر بل من كوكب أخر ..تبدو الوجوه كالتي أعرف وحتى الكلمات التي تقض مسمعي و التي ظلت تضايقني في كل ممر وعند كل منعطف ، ليضيق المكان ويفسح المجال أمام للهم والملل فأزداد تغريبا أكثر ونفورا أشد .. ولا أجد لي ملجأ ، وهذا الركام لا يفتر ينتشر يحاصر الابتسامة فيدمغها لتختفي وتموت بين الثنايا ..
أمسح غبار الأمس وأمضي .. اليوم جديد ، بدت شمسه واضحة بتقاسيم الأمس لكن أشعتها اليوم ذهبية فقد تتمكن من دحر هذا الضباب الذي سال وديانا جرفت عن جبيني آثار العزة ومحت من قلبي أحاسيس الحب والعطاء ..
أنا مسرور حد الغبطة فلقد دفنت الهم والحلم الكاذب وأنا الآن أمسك زمام أمري سأبتلع كل اللسعات الماضية ...أنسى ..وأنطلق أحمل شمسي في راحتي .. لن يغلبني الضباب ثانية ، وسأزرعها ضحكة تورق أنوارا أقطفها وأطفالي .. عند ذلك لن أتحرّج من طلبات أولادي ، وتتشابه أيامي لتصير الابتسامة شيمتي عند الغبطة كما في زمن الانكماش..
هيهات أن يعلن العرس ! ووجهك ككل هذه الوجوه لا يريد أن يغادر ..لما قدمت وجدتها تعد ولا تفي وحين هجرتها بقيت تعد ولا تفي ، وهي الآن تعد كذلك ولن تفي .. تعتلي الهامات فتسكن أعالي الركام وتتحين الفرصة لتنقض على الغض النضير كما على اليابس المنكسر ، لا يهم فالضحية لم تغير جلدها والصيد نفسه ذلك الأحمق الذي ظل يحلم بغد يأتي ويمتطي جواد الأمل ويسافر إلى بيته وقد ثبت ركائزه كما يشتهي ، يبتسم إذا أراد أو شاء يغني.. فالملك له .. والكون له..
عاد الغريب واستقر بين ناسه وأهله وقد عان الأمرين ؛ الغربة والخنين .. وهو الآن يحفر عن خيوط ما زالت رائحتها الطيبة تنبه وجوده وتثير حبه للربوة التي طارد فيها ذات يوم معك العصافير ونصبتما لها شراككما ..يسابق الزمن يراوغ التعب ويعتلي عرش السرور ويعود في المساء فرحا وما مسك عصفورا واحدا ..
لما رأيتك تخرج من منزلك هذا الصباح ببدلتك السوداء ذات الخيوط البيضاء الرفيعة ، أدركت أنك ستجدد عهدك القديم وأنك ستنغرس لبضعة أيام في لعبتك المفضلة ؛ لعبة الوعود الكاذبة .. في هذه الأيام ينهمك الكل في لعبة شد الحبل لكن بقواعد مختلفة ليس الفريق الفائز هو القوي الذي يتمكن من جر الأخر بل الفائز من يتمكن من ارتقاء سلم الزيف أسرع ومن يوهم الغير بأنه القادر على أن يفقص البيض على حلي وأساور وعمارات وسيارات ..و ..ومتاهات يغرب فيها الأصيل ابن تلك البيضة الواضح لونها .. لتخلد بعد ذلك بعيدا عن الأعين تمارس هويتك المفضلة جمع الآهات التي تحولها أنت إلى سعادة خاصة ومتعة ذاتية ..
عندما رأيت صورتك الكبيرة تحتل جدار العمارة وأنت ترتدي بدلتك السوداء ذات الخيوط البيضاء الرفيعة ، وتضع يدك على صدرك وتنظر بأعين ذابلة ، غصت داخل الطفل الذي قدم ذات خميس ، في ذلك اليوم مسكت الكلاب الثعلب سارق الدجاج فكانت فرحتنا نحن الأطفال ونحن نعاين عن قرب ذلك المخلوق الصغير الذي طال ما تعدى على الحقوق وافترس الدجاجات المسالمة ، وفرحة أبي وأنت تضاف إلى تعداد أطفاله وفرحة أمي التي صار لها ذكران .. وفرحة العائلة بوليمة العقيقة .. وبقدومك ..
كان علي أن أتمعن في الحادثين ..و أحذر أن يكون مصيري ذات يوم أنت من تقرره لم أكن أعلم أنني أعتلي جبلا يستقر على أساس من جليد تلهيني اللذة والأمل وما فقت من نشوتي إلا بعد ذوبان الجليد .. صدقتك لما اعتقدت أنك ابن أمي وأن الرحم لا تخدع ..وسلمتك أمري .. وأمر أطفال لم يكن لهم بعد أن أعليتك هامتي أن يعرضوا طلباتهم إلا خلسة وفي غفلة منك لما تخلد لنداء الوجود وتنثني عن لعبتك – خدمة الشعب – في أيام المرض..
لقد أصبحت أتمنى موتك حتى يتمكن أطفالي من عرض طلباتهم في كل الأوقات ..