ـ [size=18]الحمامة والشمس ـ
ـ رأتها الشمس عندما أشرقت وهي تقف على غصن شجرة عارية .. كان ريشها مضطربا وعيناها هائمتين في لازورد السماء وتضاريس المدى الوسيع.. بدا من سكونها المطبق وصمتها المريب أنها حمامة فقدت طبع الحمام المرح المستطاب .. .
كالنت أسراب طيور متنوعة تعبر الفضاء حينا بعد حين ، وهي كدأبها ثابتة في ذات المكان تصوّب نظرها أحيانا تجاه هذه الأسراب ، ثمّ تسترجعه واهنا ، لترسله هائما من جديد في ذاك الأمام الفسيح الذي ينتهي بأفق تتعانق فيه سلسلة من الجبال وسماء توشّحت هناك ببياض الضباب الشّفيف .
احتارت الشمس في شأن هذه الحمامة التي لم يطربها هذا الجوّ الهادئ المغشّى بالنّور الذّهبي ، المضمّخ برقّة النّسيم المنعش ..، والحافل بأسراب الطيةر ةالعصافير المرحة المغردة .
سألتها الشمس متألمة :
أيتها الحمامة الطيبة : ما سرّ وجومك وفتورك ووحدتك الموحشة ؟
لقد فقدت السّرب يا أمّ النّور..وأنّي وحيدة لا إلف لي في هذا المكان .. أجابت الحمامة الحزينة.
تنهّدت الشّمس تنهّد المتأسّف ، ثمّ دارت حول نفسها دورة كأنّها تبحث عن سرب هذه الحمامة المنفردة الحزينة ، ولم تلبث أن خاطبتها من عليائها قائلة :
أيتها الحمامة التي استبدلت الحزن بالسرور ..إنّني أرى من سمائي هذه أسرابا وفرادى من الأطيار والعصافير تحلق منطلقة في الفضاء الوسيع ، وجميعهم يستمتع بالتحليق ، غامسا أجنحته المرحة في نوري اللطيف ، ناهبا من هذا النّسيم العليل المبذول..مرسلا أنغامه الرقيقة المطربة عبر النور والنسمات ..، فليتك أيتها الحمامة تغادرين شجرتك العارية ، وتحلقين باتجاه العلى ، لتري وجه الحياة الأخر ..حيث الصفاء والمتعة والانطلاق ..حرّكي جناحيك أيتها الحمامة الوديعة ..هيّا حلّقي فيوم النور قصير .. انطلقي ولا ترهني نفسك لظلمة حزنك وظلام ليلك الوشيك..! .
تململت الحمامة الحزينة في مكانها ، ثمّ أدارت رأسها في خفّة نحو اليمين ونحو اليسار ، ولم تلبث أن حرّكت جناحيها مرفرفة متسامية.. .
احتضنتها الشمس متهللة وقالت لها في سرور :
رفرفي وارتفعي أكثر أيتها الحمامة الطيبة..فكلما ارتفعت أكثر ، كلّما اتّسعت الدّنيا حواليك ، واقتربت من منابع النور الصافي الدافق ، ومنازل الهواء النّظيف الشفيف ..رفرفي وارتفعي أكثر ، فإذا عدت إلى الأرض حيث وكرك املئي جنبات الدنيا بسجعك العذب ، وداعبيها باصطفاق أجنحتك ذات الخفّة الأسرة.. ، ةاعلمي أيتها الحمامة الطيبة أنّ في الأرض حزانى تاهوا عن طريق السرور ، وأنّ مرآك مرحة ساجعة ينسيهم بعض همومهم ، فأعطي أهل الأرض شيئا مما أعطتك هذه السماء ، واعلمي (أنّ الذي لا يحسن الأخذ لا يحسن العطاء)!!.[/size]
ـ رأتها الشمس عندما أشرقت وهي تقف على غصن شجرة عارية .. كان ريشها مضطربا وعيناها هائمتين في لازورد السماء وتضاريس المدى الوسيع.. بدا من سكونها المطبق وصمتها المريب أنها حمامة فقدت طبع الحمام المرح المستطاب .. .
كالنت أسراب طيور متنوعة تعبر الفضاء حينا بعد حين ، وهي كدأبها ثابتة في ذات المكان تصوّب نظرها أحيانا تجاه هذه الأسراب ، ثمّ تسترجعه واهنا ، لترسله هائما من جديد في ذاك الأمام الفسيح الذي ينتهي بأفق تتعانق فيه سلسلة من الجبال وسماء توشّحت هناك ببياض الضباب الشّفيف .
احتارت الشمس في شأن هذه الحمامة التي لم يطربها هذا الجوّ الهادئ المغشّى بالنّور الذّهبي ، المضمّخ برقّة النّسيم المنعش ..، والحافل بأسراب الطيةر ةالعصافير المرحة المغردة .
سألتها الشمس متألمة :
أيتها الحمامة الطيبة : ما سرّ وجومك وفتورك ووحدتك الموحشة ؟
لقد فقدت السّرب يا أمّ النّور..وأنّي وحيدة لا إلف لي في هذا المكان .. أجابت الحمامة الحزينة.
تنهّدت الشّمس تنهّد المتأسّف ، ثمّ دارت حول نفسها دورة كأنّها تبحث عن سرب هذه الحمامة المنفردة الحزينة ، ولم تلبث أن خاطبتها من عليائها قائلة :
أيتها الحمامة التي استبدلت الحزن بالسرور ..إنّني أرى من سمائي هذه أسرابا وفرادى من الأطيار والعصافير تحلق منطلقة في الفضاء الوسيع ، وجميعهم يستمتع بالتحليق ، غامسا أجنحته المرحة في نوري اللطيف ، ناهبا من هذا النّسيم العليل المبذول..مرسلا أنغامه الرقيقة المطربة عبر النور والنسمات ..، فليتك أيتها الحمامة تغادرين شجرتك العارية ، وتحلقين باتجاه العلى ، لتري وجه الحياة الأخر ..حيث الصفاء والمتعة والانطلاق ..حرّكي جناحيك أيتها الحمامة الوديعة ..هيّا حلّقي فيوم النور قصير .. انطلقي ولا ترهني نفسك لظلمة حزنك وظلام ليلك الوشيك..! .
تململت الحمامة الحزينة في مكانها ، ثمّ أدارت رأسها في خفّة نحو اليمين ونحو اليسار ، ولم تلبث أن حرّكت جناحيها مرفرفة متسامية.. .
احتضنتها الشمس متهللة وقالت لها في سرور :
رفرفي وارتفعي أكثر أيتها الحمامة الطيبة..فكلما ارتفعت أكثر ، كلّما اتّسعت الدّنيا حواليك ، واقتربت من منابع النور الصافي الدافق ، ومنازل الهواء النّظيف الشفيف ..رفرفي وارتفعي أكثر ، فإذا عدت إلى الأرض حيث وكرك املئي جنبات الدنيا بسجعك العذب ، وداعبيها باصطفاق أجنحتك ذات الخفّة الأسرة.. ، ةاعلمي أيتها الحمامة الطيبة أنّ في الأرض حزانى تاهوا عن طريق السرور ، وأنّ مرآك مرحة ساجعة ينسيهم بعض همومهم ، فأعطي أهل الأرض شيئا مما أعطتك هذه السماء ، واعلمي (أنّ الذي لا يحسن الأخذ لا يحسن العطاء)!!.[/size]