ثنيات الإياب لعبد العزيز بوجدع
أمرٌّ على الديار وقد أثار----حفيف الوجد في القلب ادًَّكارا
وهيج في الحشا شوقا فرحت ----أقبل ذا الجدار وذا الجدار
وأفحص رسم أيام تولّت ---- هنا كالطيف لم ترض انتظارا
وراحت مثل سرب من حمام ---- سوانح يمّمت منّي اليسار
زجرت الحزن فاستلقى بأفقي --- جناح الحزن يجتاح المسار
وراح الهم كالديجور يطوي ---- ربوع النور يكسوها الدّثار
كأن الدار لم تعرف هيامي ---- زمانا في مساءات حيارى
ولم تسمع نشيدي ذات يوم ---- عزفته بين أتراب سهارى
لكم أطربت أنساما بشدوي ---- وأقمارا غدوت لها المدار
وراقصت الغصون ففاح زهر ----و سابقت الحمائم والهزار
هنا يا دارنا بالأمس ناخت ---- مطايا الأُلف تفترش الصحارى
وطاب الأنس كالأنداء تسقي ---- شفاه الورد والود المدار
هنا شملُ الأحبة كان عرسا ---- يكللني بأفراح تبارى
فأُسريَ في جداولنا خريرا ---- وأُنمو في حشائشنا اخضرارا
وأنثو قُبلتي الحرّى فترسو---- على شفقي فيزداد احمرارا
لكَم في صيفك المجتاح ألقت ----- علي النخلة الظل إزارا
كأني محرم والزهر وفد---يبث الذكر ما أحلى العباره
وشدو الطير في سمعي صلاة ---و تسبيح به القلب استنار
ولاعبت الجداول في ربيع--- وقبلت،كمن طاف ، الحجاره
قد امتصت شفاهي ماء نبع ---- كزمزم للذي أدى اعتمارا
كأني في أعالي التل ساع ---على عرفات يستجلي الأثار
وفي هب الخريف سكبت حبا --- تعتق فالذرى منه سكارى
ومن رمّانك يا دار أُسقى ---زلالا بات كأسه جلّنارا
وأني هاهنا في الربع أرنو ---- إلى زمن كظل قد توارى
مضى كالطيف زار الأهل غبّا-- وودعهم فهل مل الجوار ؟
وفارقني وخفق البين سفر ---- أرتله فتشجيني الإشاره
وخلفني ليتم ليس تشفى ---- مواجعه وقد ولّى وسار
أبعد الأنس في أكناف دهر ---كروض ، يسدل الدهر الستار؟
فيذوي الروض من جدب وتجثو --- فصول القحط في درب وحاره
سأبقى أرقب الأيام علّ ---وفود العهد تجتاز القفار
وتذكرني فيهمي الذكر شوقا ---وخصبا ثم نعتصر اعتصارا
ونذكي بعد ماانطفأت شموس --- وأقمار ونقتبس الشراره
أنا يا دارنا في الحي أذكي --- ذبالات لموسمنا ونارا
وركب الصبح جاث في ربانا ---- سنعلوه لنرتاد النهار
نشر بجريدة البصائر الأسبوعية /19-25 أفريل 2010 م
.وهيج في الحشا شوقا فرحت ----أقبل ذا الجدار وذا الجدار
وأفحص رسم أيام تولّت ---- هنا كالطيف لم ترض انتظارا
وراحت مثل سرب من حمام ---- سوانح يمّمت منّي اليسار
زجرت الحزن فاستلقى بأفقي --- جناح الحزن يجتاح المسار
وراح الهم كالديجور يطوي ---- ربوع النور يكسوها الدّثار
كأن الدار لم تعرف هيامي ---- زمانا في مساءات حيارى
ولم تسمع نشيدي ذات يوم ---- عزفته بين أتراب سهارى
لكم أطربت أنساما بشدوي ---- وأقمارا غدوت لها المدار
وراقصت الغصون ففاح زهر ----و سابقت الحمائم والهزار
هنا يا دارنا بالأمس ناخت ---- مطايا الأُلف تفترش الصحارى
وطاب الأنس كالأنداء تسقي ---- شفاه الورد والود المدار
هنا شملُ الأحبة كان عرسا ---- يكللني بأفراح تبارى
فأُسريَ في جداولنا خريرا ---- وأُنمو في حشائشنا اخضرارا
وأنثو قُبلتي الحرّى فترسو---- على شفقي فيزداد احمرارا
لكَم في صيفك المجتاح ألقت ----- علي النخلة الظل إزارا
كأني محرم والزهر وفد---يبث الذكر ما أحلى العباره
وشدو الطير في سمعي صلاة ---و تسبيح به القلب استنار
ولاعبت الجداول في ربيع--- وقبلت،كمن طاف ، الحجاره
قد امتصت شفاهي ماء نبع ---- كزمزم للذي أدى اعتمارا
كأني في أعالي التل ساع ---على عرفات يستجلي الأثار
وفي هب الخريف سكبت حبا --- تعتق فالذرى منه سكارى
ومن رمّانك يا دار أُسقى ---زلالا بات كأسه جلّنارا
وأني هاهنا في الربع أرنو ---- إلى زمن كظل قد توارى
مضى كالطيف زار الأهل غبّا-- وودعهم فهل مل الجوار ؟
وفارقني وخفق البين سفر ---- أرتله فتشجيني الإشاره
وخلفني ليتم ليس تشفى ---- مواجعه وقد ولّى وسار
أبعد الأنس في أكناف دهر ---كروض ، يسدل الدهر الستار؟
فيذوي الروض من جدب وتجثو --- فصول القحط في درب وحاره
سأبقى أرقب الأيام علّ ---وفود العهد تجتاز القفار
وتذكرني فيهمي الذكر شوقا ---وخصبا ثم نعتصر اعتصارا
ونذكي بعد ماانطفأت شموس --- وأقمار ونقتبس الشراره
أنا يا دارنا في الحي أذكي --- ذبالات لموسمنا ونارا
وركب الصبح جاث في ربانا ---- سنعلوه لنرتاد النهار
نشر بجريدة البصائر الأسبوعية /19-25 أفريل 2010 م