نسرين قصيدة لم تقرأ
ومرّا بجانب بعضهما :
- هي ما زالت أنثى ثائرة ..وقع خطواتها نغمات مرتبة ،وجهها صبوحا يحتفظ بحيوية نادره .كانت نسمات الصباح الربيعي الدافئ تهز وتحط في دلال خصلات شعرها المتهدل على الكتفين هزة مثيرة وكأنه ينسج بذالك بدايات لخيالات أخرى ..مدت بخطاها إلى الأمام حتى وقفت الواجهة الامامية لمحل تجاري فاخر تتمعن فساتين سهرة..هي مرت قبل قليل عبرت برؤاها كل رؤاه ..وربما تسألت اللحظة و هو يحدق فيها بل يأكلها بنظراته الحائرة.. ربما..من يكون هذا؟..ربما أعرفه ؟..وربما هذه التقاسيم معروفة لديها من زمن قديم ..نظرت ثم مرت فقد الفت وجوها كثيرةتتذكر بعضها وتنسى الأخر..
مر هو بجانبها طائرا مهيضا ..يكن تحت وطأة سعال قوي يجرح جوانب صدره..خرج من الصيدلية بيده كيس أدوية وباليد الأخرى حافظة أوراق...حين لامس كتفه كتفها وهو يمر بالجانب منها عبق جسدهبرائحة عطر من جاءته من زمنه القديم .. عطر سكن العمق وضل فيه طيلة عشريتين من الزمن داخل غرفة مظلمة باردة في آخر زقاق من آخر شارع من شوارع مدينة رافضة ..تكوم جسده تناهى في الصغر تحت غطاء صوفي الغرفة ضيقة ..مكتب كرسي وكتب كثيرة وأوراق شعر هنا وهناك..وأحلامه إنكسرت مع طاولة وانتهت إلى ركام حين وقف كتلميذ أبله أحمق لا يعرف إجابة أسئلة مبهمة بالنسبة له ..وواضحة تماما و بمقاييس محددة بالنسبة للأخرين ..
تريد أن تتزوج إبنتي ..نسرين ..تعرف معنى هذا ؟..من هي ؟..من تكون ؟.. ومن أنت ؟
هو يدري جيدا أنه القروي الخشن الملمس ..المجروح ..رفضته المدينة بكل عريها وأحتضنته نسرين بقلبها المفتوح..بنت له أعشاشا وربتت على الكتفين فلبسه الدفئ وأراد أن ينام قليلا .. لكن يومها كان الجو باردا ..شتويا عنيفا..وريح عاتية هزت قدميه من داخل فيلا نسرين وصفعت به إلى لوراء ..تقدم خطوتين محاولا ثم تراجع ..ومضى وقد تورم قلبه ..كل المبادئ والقيم رجولته ..فحولته ..أوراق شعره وحتى دواوينه لم تكن رصيدا كافيا لديه...خرج من باب ضيق ..ليس واسع أبدا..وبقي منكسر الاحلام ..تائه الخطى .
ومرت سنون عدة لا يحسن عدها ..فقط ضل فيها يحبك للكلمة أماكن في قلبه وفي دواوينه .وبقت معه الغرفة باردة باهتة اللون ...
دخلت نسرين لمحل وخرجت بيدها كيس ومرت بالجانب منه مرة أخرى وضل هو واقفا مكانه حين مرت وحين عاودت المرور ضل الرجل المسكين يتمسح في عطرها يتمرغ فيه بنهم والسعال يزداد حدة ...
نسرين لم تنظره هذه المرة ..مرت والسلام .ركبت سيارتها وأنطلفت ...
ازداد سعاله ..احمرت عيناه ..وجنتاه..ضيق شديد في صدره ..سقط الرجل على ركبتيه تهالكت في السقوط أشياؤه..أوراق ..وديوان شعر إسمه ..نسرين..
- هي ما زالت أنثى ثائرة ..وقع خطواتها نغمات مرتبة ،وجهها صبوحا يحتفظ بحيوية نادره .كانت نسمات الصباح الربيعي الدافئ تهز وتحط في دلال خصلات شعرها المتهدل على الكتفين هزة مثيرة وكأنه ينسج بذالك بدايات لخيالات أخرى ..مدت بخطاها إلى الأمام حتى وقفت الواجهة الامامية لمحل تجاري فاخر تتمعن فساتين سهرة..هي مرت قبل قليل عبرت برؤاها كل رؤاه ..وربما تسألت اللحظة و هو يحدق فيها بل يأكلها بنظراته الحائرة.. ربما..من يكون هذا؟..ربما أعرفه ؟..وربما هذه التقاسيم معروفة لديها من زمن قديم ..نظرت ثم مرت فقد الفت وجوها كثيرةتتذكر بعضها وتنسى الأخر..
مر هو بجانبها طائرا مهيضا ..يكن تحت وطأة سعال قوي يجرح جوانب صدره..خرج من الصيدلية بيده كيس أدوية وباليد الأخرى حافظة أوراق...حين لامس كتفه كتفها وهو يمر بالجانب منها عبق جسدهبرائحة عطر من جاءته من زمنه القديم .. عطر سكن العمق وضل فيه طيلة عشريتين من الزمن داخل غرفة مظلمة باردة في آخر زقاق من آخر شارع من شوارع مدينة رافضة ..تكوم جسده تناهى في الصغر تحت غطاء صوفي الغرفة ضيقة ..مكتب كرسي وكتب كثيرة وأوراق شعر هنا وهناك..وأحلامه إنكسرت مع طاولة وانتهت إلى ركام حين وقف كتلميذ أبله أحمق لا يعرف إجابة أسئلة مبهمة بالنسبة له ..وواضحة تماما و بمقاييس محددة بالنسبة للأخرين ..
تريد أن تتزوج إبنتي ..نسرين ..تعرف معنى هذا ؟..من هي ؟..من تكون ؟.. ومن أنت ؟
هو يدري جيدا أنه القروي الخشن الملمس ..المجروح ..رفضته المدينة بكل عريها وأحتضنته نسرين بقلبها المفتوح..بنت له أعشاشا وربتت على الكتفين فلبسه الدفئ وأراد أن ينام قليلا .. لكن يومها كان الجو باردا ..شتويا عنيفا..وريح عاتية هزت قدميه من داخل فيلا نسرين وصفعت به إلى لوراء ..تقدم خطوتين محاولا ثم تراجع ..ومضى وقد تورم قلبه ..كل المبادئ والقيم رجولته ..فحولته ..أوراق شعره وحتى دواوينه لم تكن رصيدا كافيا لديه...خرج من باب ضيق ..ليس واسع أبدا..وبقي منكسر الاحلام ..تائه الخطى .
ومرت سنون عدة لا يحسن عدها ..فقط ضل فيها يحبك للكلمة أماكن في قلبه وفي دواوينه .وبقت معه الغرفة باردة باهتة اللون ...
دخلت نسرين لمحل وخرجت بيدها كيس ومرت بالجانب منه مرة أخرى وضل هو واقفا مكانه حين مرت وحين عاودت المرور ضل الرجل المسكين يتمسح في عطرها يتمرغ فيه بنهم والسعال يزداد حدة ...
نسرين لم تنظره هذه المرة ..مرت والسلام .ركبت سيارتها وأنطلفت ...
ازداد سعاله ..احمرت عيناه ..وجنتاه..ضيق شديد في صدره ..سقط الرجل على ركبتيه تهالكت في السقوط أشياؤه..أوراق ..وديوان شعر إسمه ..نسرين..