الديمقراطية التي جاءت بها أمريكا و الغرب .
فعلا دمعت عيناي عند قراءتها ...
( من عمود مجرد رأي / جريدة الخبر 17 جوان 2014 )
أرأيتم مشاهد الديمقراطية كم هي جميلة في بلاد الرافدين؟.. حمّامات يومية من دم العراقيين القاني الذي صار أرخص من برميل بترولهم المنهوب.. الموت في كل شارع، و”طيور الظلام” يسيطرون على مساحات واسعة من البلاد يعدون العدة لحرب أهلية أبدية لا تبقي ولا تذر.
...
أرأيتم كم هي منعشة نسمات الحرية في الشام؟.. حضارة بعمر آلاف السنين دمّرت في لمح البصر.. ملايين القتلى والجرحى واليتامى والأرامل والمشردين، ودميون يبسطون “شريعتهم” على أجزاء ليست بالقليلة من البلاد.. يقطعون الأيادي والرؤوس ويجلدون ويرجمون باسم دين نظيف هو منهم براء.
أرأيتم كم هي مورقة وخضراء حدائق وبساتين التعددية في ليبيا؟.. بترول مسلوب، ودولة غائبة، وأمراء السلاح “السايب” يتقاسمون قوت الشعب المسكين، ويطبقون على شرايينه، يجهزون على المخالفين ويختطفون الوزراء والمسؤولين، ويحاصرون النواب والمنتخبين.
أرأيتم صور التداول في مصر كم هي رومانسية وشفافة؟.. ماريشال يخلف جنرال على أشلاء الآلاف من الشهداء، ورقبة شعب بكامله سلمت لـ”البلطجية” الجدد، وأزمة اقتصادية وسعت من مساحة الفقراء والمعدومين، وهزة أمنية ضاعفت من جيوب الخوف والمرعوبين.
أرأيتم مشاهد النماء والصفاء والأمان والاستقرار والازدهار كم هي رائعة في أفغانستان واليمن والصومال والسودان؟.. أوطان مشوهة ومقسمة ومهدمة.
شكرا للغرب عموما ولـ”ماما” أمريكا بصورة خاصة على هذه الإنسانية النبيلة، شكرا لهما على هذه القلوب الرحيمة والصدور الحنونة، وعلى هذه المدنية الكريمة وعلى هذه الحضارة الرفيعة.. شكرا لهم على هذا الربيع الوردي المزهر.. فبفضلهم تحوّل نهارنا إلى ليل، ونورنا إلى ظلام، ووحدتنا إلى شتات، وغنانا إلى فقر وأمننا إلى رعب، وبقايا البقايا من كرامتنا إلى ذل.
فعلا دمعت عيناي عند قراءتها ...
( من عمود مجرد رأي / جريدة الخبر 17 جوان 2014 )
أرأيتم مشاهد الديمقراطية كم هي جميلة في بلاد الرافدين؟.. حمّامات يومية من دم العراقيين القاني الذي صار أرخص من برميل بترولهم المنهوب.. الموت في كل شارع، و”طيور الظلام” يسيطرون على مساحات واسعة من البلاد يعدون العدة لحرب أهلية أبدية لا تبقي ولا تذر.
...
أرأيتم كم هي منعشة نسمات الحرية في الشام؟.. حضارة بعمر آلاف السنين دمّرت في لمح البصر.. ملايين القتلى والجرحى واليتامى والأرامل والمشردين، ودميون يبسطون “شريعتهم” على أجزاء ليست بالقليلة من البلاد.. يقطعون الأيادي والرؤوس ويجلدون ويرجمون باسم دين نظيف هو منهم براء.
أرأيتم كم هي مورقة وخضراء حدائق وبساتين التعددية في ليبيا؟.. بترول مسلوب، ودولة غائبة، وأمراء السلاح “السايب” يتقاسمون قوت الشعب المسكين، ويطبقون على شرايينه، يجهزون على المخالفين ويختطفون الوزراء والمسؤولين، ويحاصرون النواب والمنتخبين.
أرأيتم صور التداول في مصر كم هي رومانسية وشفافة؟.. ماريشال يخلف جنرال على أشلاء الآلاف من الشهداء، ورقبة شعب بكامله سلمت لـ”البلطجية” الجدد، وأزمة اقتصادية وسعت من مساحة الفقراء والمعدومين، وهزة أمنية ضاعفت من جيوب الخوف والمرعوبين.
أرأيتم مشاهد النماء والصفاء والأمان والاستقرار والازدهار كم هي رائعة في أفغانستان واليمن والصومال والسودان؟.. أوطان مشوهة ومقسمة ومهدمة.
شكرا للغرب عموما ولـ”ماما” أمريكا بصورة خاصة على هذه الإنسانية النبيلة، شكرا لهما على هذه القلوب الرحيمة والصدور الحنونة، وعلى هذه المدنية الكريمة وعلى هذه الحضارة الرفيعة.. شكرا لهم على هذا الربيع الوردي المزهر.. فبفضلهم تحوّل نهارنا إلى ليل، ونورنا إلى ظلام، ووحدتنا إلى شتات، وغنانا إلى فقر وأمننا إلى رعب، وبقايا البقايا من كرامتنا إلى ذل.