حرب عالمية ثالثة .. لكن على الإسلام
( جريدة الشروق الجزائرية / الجمعة 27-11-2015)
عندما وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها، أصبح كل من يتشرح للرئاسة في الغرب، يقدّم نفسه على أنه أكثر الناس عداوة للنازية والفاشية، حتى كاد بعض المترشحين يبنون برامجهم الاقتصادية والاجتماعية على عدائهم لقاهر الإنسانية في ذلك الوقت، وعندما اندلعت الحرب الباردة بين المعسكرين الشرقي والغربي، صار "التطرف الرأسمالي" هو عنوان الحملات الانتخابية من اليونان إلى النرويج، وللأسف تمكن بعض المترشحين في إنجلترا والولايات المتحدة من بلوغ مقعد الوزارة الأولى أو الرئاسة، فعاش جيمي كارتر وتاتشر ورونالد رييغن مثلا، يعدّون انتصاراتهم على الشيوعية، إلى أن قبروها وبقوا وحدهم "يعيثون" في الأرض فسادا، في غياب أي قوة أخرى، تنافسهم ولو بأضعف الإيمان.
والآن بعد أن غاب المنافس، فبدا التنين الصيني غير مهتم إطلاقا إلا بماديات الدنيا وأموالها، تمكّن الغرب منذ قرابة الأربع عشرة سنة من نحت عدوّ جديد، أخذ تسميات متعددة من "القاعدة" إلى داعش"، وباشر في تضخيمه و"تغويله"، مستغلا وسائل التواصل المتطورة، ورأى في الفترة الأخيرة بأن هذه التسميات ليست إلا كنية للاسم الحقيقي، وهو الإسلام.
ففي الوقت الذي سرّعت أحداث الثالث عشر من نوفمبر الحالي، في مسار الانتخابات الفرنسية القادمة، خرج مترشحون جدد على المشهد السياسي الأمريكي، واتحد الفرنسيون مع الأمريكان، على أن يتم تعويض النازية والفاشية والبلشفية، بالإسلام، كوسيلة لبلوغ كرسي الرئاسة، وبرنامج كامل يقدّم للناخبين، المرعوبين من الإرهاب "الإسلامي"، كما كانوا مرعوبين في القرن الماضي من دمار النازية ومن قهر الشيوعية.
وإذا كانت النازية قد لفظت أنفاسها، عندما تم وضعها تحت أقدام طالبي الكرسي في الغرب، وقاومت الشيوعية بشدة إلى أن سقطت بالضربة القاضية، فإن الأمة الإسلامية لحد الآن، تبدو رافعة لراية الاستسلام، وهي تتابع هذا الصراع المحموم على قيادة أكبر بلاد العالم، بين "مارين لوبان ونيكولا ساركوزي ودونالد رامب"، الذين وصلت الوقاحة ببعضهم أن وعدوا مواطنيهم من الناخبين بغلق كل المساجد، ووضع "شارات" على صدر كل مسلم، حتى يمكن تجنب "فيروساته الخطيرة"، تماما كما يفعل الموالون في كاليفورنيا مع الأبقار والماشية المريضة أو المصابة بجنون البقر، في خطوة خطيرة جدا لم يسبق وأن عومل بها النازيون ولا البلشفيون، الذين كانوا يتبنّون ويفتخرون بالجرائم التي كانوا يقترفونها في حق هؤلاء المرعوبين، بينما يعلم الغرب بأن أول من فتح باب أفغانستان للقاعدة هم الأمريكان، وأول من فتح الباب لداعش في الشام وبغداد هم الأمريكان، وأكثر الناس وجعا وضررا من هاته المنظمات هم المسلمون؟
لقد حفظ المسلمون، مقولة تمتم بها عبد المطلب، بأن للكعبة ربا يحميها، وحفظوا على "طريقتهم" قوله تعالى: "يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتمّ نوره ولو كره الكافرون"، فجلسوا يتفرجون على مشهد خطب وأقوال مرعب، وهم يعلمون بأنه سيتحوّل إلى حقيقة يوما ما، لأن من وعد في الحملة الانتخابية في بلاد الغرب.. يفي بكل وعوده.
( جريدة الشروق الجزائرية / الجمعة 27-11-2015)
عندما وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها، أصبح كل من يتشرح للرئاسة في الغرب، يقدّم نفسه على أنه أكثر الناس عداوة للنازية والفاشية، حتى كاد بعض المترشحين يبنون برامجهم الاقتصادية والاجتماعية على عدائهم لقاهر الإنسانية في ذلك الوقت، وعندما اندلعت الحرب الباردة بين المعسكرين الشرقي والغربي، صار "التطرف الرأسمالي" هو عنوان الحملات الانتخابية من اليونان إلى النرويج، وللأسف تمكن بعض المترشحين في إنجلترا والولايات المتحدة من بلوغ مقعد الوزارة الأولى أو الرئاسة، فعاش جيمي كارتر وتاتشر ورونالد رييغن مثلا، يعدّون انتصاراتهم على الشيوعية، إلى أن قبروها وبقوا وحدهم "يعيثون" في الأرض فسادا، في غياب أي قوة أخرى، تنافسهم ولو بأضعف الإيمان.
والآن بعد أن غاب المنافس، فبدا التنين الصيني غير مهتم إطلاقا إلا بماديات الدنيا وأموالها، تمكّن الغرب منذ قرابة الأربع عشرة سنة من نحت عدوّ جديد، أخذ تسميات متعددة من "القاعدة" إلى داعش"، وباشر في تضخيمه و"تغويله"، مستغلا وسائل التواصل المتطورة، ورأى في الفترة الأخيرة بأن هذه التسميات ليست إلا كنية للاسم الحقيقي، وهو الإسلام.
ففي الوقت الذي سرّعت أحداث الثالث عشر من نوفمبر الحالي، في مسار الانتخابات الفرنسية القادمة، خرج مترشحون جدد على المشهد السياسي الأمريكي، واتحد الفرنسيون مع الأمريكان، على أن يتم تعويض النازية والفاشية والبلشفية، بالإسلام، كوسيلة لبلوغ كرسي الرئاسة، وبرنامج كامل يقدّم للناخبين، المرعوبين من الإرهاب "الإسلامي"، كما كانوا مرعوبين في القرن الماضي من دمار النازية ومن قهر الشيوعية.
وإذا كانت النازية قد لفظت أنفاسها، عندما تم وضعها تحت أقدام طالبي الكرسي في الغرب، وقاومت الشيوعية بشدة إلى أن سقطت بالضربة القاضية، فإن الأمة الإسلامية لحد الآن، تبدو رافعة لراية الاستسلام، وهي تتابع هذا الصراع المحموم على قيادة أكبر بلاد العالم، بين "مارين لوبان ونيكولا ساركوزي ودونالد رامب"، الذين وصلت الوقاحة ببعضهم أن وعدوا مواطنيهم من الناخبين بغلق كل المساجد، ووضع "شارات" على صدر كل مسلم، حتى يمكن تجنب "فيروساته الخطيرة"، تماما كما يفعل الموالون في كاليفورنيا مع الأبقار والماشية المريضة أو المصابة بجنون البقر، في خطوة خطيرة جدا لم يسبق وأن عومل بها النازيون ولا البلشفيون، الذين كانوا يتبنّون ويفتخرون بالجرائم التي كانوا يقترفونها في حق هؤلاء المرعوبين، بينما يعلم الغرب بأن أول من فتح باب أفغانستان للقاعدة هم الأمريكان، وأول من فتح الباب لداعش في الشام وبغداد هم الأمريكان، وأكثر الناس وجعا وضررا من هاته المنظمات هم المسلمون؟
لقد حفظ المسلمون، مقولة تمتم بها عبد المطلب، بأن للكعبة ربا يحميها، وحفظوا على "طريقتهم" قوله تعالى: "يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتمّ نوره ولو كره الكافرون"، فجلسوا يتفرجون على مشهد خطب وأقوال مرعب، وهم يعلمون بأنه سيتحوّل إلى حقيقة يوما ما، لأن من وعد في الحملة الانتخابية في بلاد الغرب.. يفي بكل وعوده.