محاولة فهم ظاهرة ما يسمى بالربيع العربي:
عندما تحدث ثورة أو عصيان أو انقلاب أول شيء نسأل عنه هو من المستفيد وعندما نعرف المستفيد من الحادثة نعرف من وراءها.
الآن السؤال هو من المستفيد من ما يعرف بالربيع العربي؟
سيكون جواب الكثيرين أن المستفيد هي الشعوب العربية حيث أنها حققت حريتها وانتخبت رؤساء بطريقة ديمقراطية والسلطة أصبحت تمثل الشعب.
سأقول أنا أن المكتسبات كالحرية المزعومة مثلا هي ذر للرماد في العيون و أن السلطة الناشئة بعد هذه الثورات هي سلطة ضعيفة مكبلة بالأغلال والقيود مكممة الأفواه تستطيع أن ترى وتسمع ما يحاك ضد أمتها ولا تستطيع فعل أو قول شيء بل هي سلطة محددة المهام داخليا وخارجيا لا تستطيع حتى تغيير منهج الحكم ناهيك عن إعلان الحرب على أعدائها كإسرائيل مثلا وأن كل هذه السلطات أقسمت بالبند العريض أنها ستحترم كل اتفاقات أنظمتها السابقة (حتى وإن لم تكن هذه الاتفاقات في صالح شعوبها).
وأن المكتسبات لا تتعدى شيئا من حرية التعبير وقليلا ربما من المشاركة الشعبية في التمثيل النيابي ومزيد من الشعارات البراقة.
إذن ماذا استفادت الشعوب العربية من ثوراتها غير تغيير الديكور والشعارات؟
من المستفيد الأكبر من الثورات العربية؟
لاحظ معي أنه قبل الثورات العربية كان الرأي العام العالمي متجه نحو القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته ووصل الأمر باعتراف متوالي من بعض الدول بالدولة الفلسطينية وكانت إسرائيل الدولة الوحيدة المدانة عالميا بامتياز وتقوم المظاهرات المنددة بالدولة العبرية في كل أنحاء العالم واليوم مع بروز إلى الواجهة ما يوصف بالربيع العربي وعملية القمع التي واجهها وانتقاله من بلد إلى آخر اتجهت الأنظار العالمية نحوه وأصبحت الأنظمة العربية أكثر إدانة من إسرائيل وأصبحت المظاهرات تقام مساندة لهذه الثورات وتم إغفال القضية الفلسطينية والسكوت عن الاستيطان وتهويد القدس والإرهاب القمعي الإسرائيلي وكل ذلك يصب في صالح إسرائيل ، كما أن إشعال المنطقة بالحروب والنزاعات الداخلية سيطيل عمر الكيان الإسرائيلي على الأقل لن يتم التعرض لإسرائيل قولا أو عملا حتى تخرج المنطقة من دوامتها وإعادة ترميم ما يمكن ترميمه من بقاياها والله أعلم كم تدوم هذه الفترة ، ( الدم الذي يسيل بين أبناء الأمة اليوم يغذي جسد إسرائيل المتهالك).
إذن في نظري أن المستفيد الأكبر في هذه اللعبة القدرة هي الدولة العبرية وهو ما يفسر نظرية المؤامرة الخارجية بتخطيط من إسرائيل لربح الوقت الأكبر ورمي الكرة خارج ملعبها.
عزوز أبو مازن
عندما تحدث ثورة أو عصيان أو انقلاب أول شيء نسأل عنه هو من المستفيد وعندما نعرف المستفيد من الحادثة نعرف من وراءها.
الآن السؤال هو من المستفيد من ما يعرف بالربيع العربي؟
سيكون جواب الكثيرين أن المستفيد هي الشعوب العربية حيث أنها حققت حريتها وانتخبت رؤساء بطريقة ديمقراطية والسلطة أصبحت تمثل الشعب.
سأقول أنا أن المكتسبات كالحرية المزعومة مثلا هي ذر للرماد في العيون و أن السلطة الناشئة بعد هذه الثورات هي سلطة ضعيفة مكبلة بالأغلال والقيود مكممة الأفواه تستطيع أن ترى وتسمع ما يحاك ضد أمتها ولا تستطيع فعل أو قول شيء بل هي سلطة محددة المهام داخليا وخارجيا لا تستطيع حتى تغيير منهج الحكم ناهيك عن إعلان الحرب على أعدائها كإسرائيل مثلا وأن كل هذه السلطات أقسمت بالبند العريض أنها ستحترم كل اتفاقات أنظمتها السابقة (حتى وإن لم تكن هذه الاتفاقات في صالح شعوبها).
وأن المكتسبات لا تتعدى شيئا من حرية التعبير وقليلا ربما من المشاركة الشعبية في التمثيل النيابي ومزيد من الشعارات البراقة.
إذن ماذا استفادت الشعوب العربية من ثوراتها غير تغيير الديكور والشعارات؟
من المستفيد الأكبر من الثورات العربية؟
لاحظ معي أنه قبل الثورات العربية كان الرأي العام العالمي متجه نحو القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته ووصل الأمر باعتراف متوالي من بعض الدول بالدولة الفلسطينية وكانت إسرائيل الدولة الوحيدة المدانة عالميا بامتياز وتقوم المظاهرات المنددة بالدولة العبرية في كل أنحاء العالم واليوم مع بروز إلى الواجهة ما يوصف بالربيع العربي وعملية القمع التي واجهها وانتقاله من بلد إلى آخر اتجهت الأنظار العالمية نحوه وأصبحت الأنظمة العربية أكثر إدانة من إسرائيل وأصبحت المظاهرات تقام مساندة لهذه الثورات وتم إغفال القضية الفلسطينية والسكوت عن الاستيطان وتهويد القدس والإرهاب القمعي الإسرائيلي وكل ذلك يصب في صالح إسرائيل ، كما أن إشعال المنطقة بالحروب والنزاعات الداخلية سيطيل عمر الكيان الإسرائيلي على الأقل لن يتم التعرض لإسرائيل قولا أو عملا حتى تخرج المنطقة من دوامتها وإعادة ترميم ما يمكن ترميمه من بقاياها والله أعلم كم تدوم هذه الفترة ، ( الدم الذي يسيل بين أبناء الأمة اليوم يغذي جسد إسرائيل المتهالك).
إذن في نظري أن المستفيد الأكبر في هذه اللعبة القدرة هي الدولة العبرية وهو ما يفسر نظرية المؤامرة الخارجية بتخطيط من إسرائيل لربح الوقت الأكبر ورمي الكرة خارج ملعبها.
عزوز أبو مازن